مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

المرجو من زوارنا الأعزاء مشاركتنا الرأي بالنقد والتوجيه لإثراء النقاش من أجل تنمية ثقافتنا القانونية والأدبية والفنية.

المسرح الرقمي | المسرح الرقمي والحلم الحتمي



المسرح الرقمي
والحلم الحتمي


              في الزمن الحالم

       عندما تدخل النيت باحثا بواسطة محركات البحث، عن موعد لعرض مسرحي ما، فتجد نفسك أمام فاصل إشهاري أو إزاء ملصق إعلاني، يقدم لك بكيفية رقمية ملخصا عن محتوى مسرحية رقمية، ويعرفك بمخرجها ومؤلفها وممثليها وتاريخ تشخيصها، بل ويعرفك حتى بثمن تذكرة العرض المسرحي مع إمكانية الحجز طيلة فترة الإعلان....

           في الزمن الحالم

      عندما يثير كل ذلك فضولك الفني أو همك الثقافي والمعرفي، ويحرك في دواخلك رغبة في مشاهدة العرض الرقمي أو المشاركة فيه، فتندفع إلى حجز مقعدك الافتراضي، أو الانضمام إلى فريق العمل أملا في تعطية أجواء المسرحية ولو عن بعد....

digital theater
المسرح الرقمي والحلم الحتمي

  

           في الزمن الحالم

       عندما يحل الموعد الذي حجزت له، وينفتح خط الاتصال مرحبا بك وأنت في موقع قصي، فتهرع إلى جهاز حاسوبك الشخصي أو هاتفك النقال لتجد نفسك رفقة المئات أو الملايين من جمهور المسرحية، يتفرجون على لوحاتها ومشاهدها وفصولها كما تتفرج أنت في نفس الآن واللحظة، يتفاعلون مع وقائعها وأحداثها كما تتفاعل أنت في نفس الآن واللحظة، تضحكون أو تتألمون، تصفقون أو تصوتون جميعكم وفي نفس الآن واللحظة....

         في الزمن الحالم

        عندما يشعر الممثلون وهم يؤدون أدوارهم فوق الخشبة، سواء جمعهم مكان واحدة أو تعددت جغرافيات تواجدهم، وسواء ضمتهم خشبة مادية أو خشبة افتراضية...، عندما يحسون أنك وباقي المشاهدين الافتراضيين تحصون أنفاسهم وتتابعون همسهم وصراخهم، نبضهم وسكونهم...، عندما تصل إلى كل ذلك، وإلى الكثير مما لم يخطر لك على بال...، فاعلم أنك ولجت رحاب مخرج وممثل وجمهور تكنولوجيا الإبداع الرقمي.

          في الزمن الرقمي

         عندها وعندها فقط، سنكون قد أدخلنا مسرحنا من أوسع الأبواب إلى عالمه الرقمي، فأصبح قمينا بتسمية المسرح الرقمي، وأصبحت أنت فعلا - وبشكل افتراضي - واحدا من مخرجيه أو ممثليه أو جمهوره، ولو كنت داخل مكتبك أو في غرفة النوم.

        وفي انتظار ذلك الحلم الذي حتما سيتحقق، ستبقى كل الممكنات الرقمية طريقا لبلوغ المرام، سيبقى النص الرقمي أداة متاحة، والمؤثرات السمعية البصرية والسيبرنتيكا أدوات متاحة، وستبقى الشاشات والجدران الرقمية من أدوات الفعل المسرحي الرقمي، فالحلم لا يكون حلما دون مخاض، والمخاض الذي نعيشه منذ كريج إدوارد جودون  (Craig Edward Gordon ) إلى ما بعد 1966، يؤكد كينونة هذا الحلم وحتميته.

digital theater
إدوارد كودون كريج ( 1872-1966 )

      فالمسرح الرقمي ليس فقط مسرحا يجعل من تكنولوجيا عالمنا المعاصر وتطوره التقني موضوعا للقضايا التي يعرضها على جمهوره. 

     كما أنه ليس فقط ذلك المسرح الذي يستغل هذه التكنولوجيا والتطور ليتخذهما وسيلة للتعبير عن مختلف القضايا التي يتناولها، متجاهلا بذلك ذات الإنسان؛ بروحها المبدعة وذاكرتها العميقة وجسدها المتدفق.

         في الزمن الرقمي

   إن الرقمنة والعالم التقني كتيمات موضوعاتية ووسائل في إنتاج دراما الركح، لا تثير أي قلق بخصوص روح الإبداع لدى الإنسان وهو يحيا عالمه المعاصر الرقمي، ولو تعلق الأمر بمسرحية يكون بعض شخوصها افتراضيين، يتحركون فوق خشبة واقعية أو افتراضية، طالما أن حضور الممثل والجمهور كجسد وروح وذاكرة، سيظلان دعامة الفعل المسرحي على مر السنين.



بقلم: عبدالجبار بهم

عن الكاتب

عبدالجبار بهم افضل نشر كل ما اكتب من اجل تداول المعرفة ومناقشتها

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية