مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

انطباعات حول الدورة العاشرة لملتقى الإشعاع | الشعر والمسرح مقاربة المنجز واستشراف الأفق..

Impressions about the tenth session of the Radiation Forum | Poetry and theater, an approach to achievement and an outlook / Abdeljebar, Touijer; Zaki ;

 انطباعات

 حول الدورة العاشرة لملتقى الإشعاع   

      ببالغ الفخر والامتنان شاركت في تغطية أجواء ملتقى الإشعاع للإبداع في دورته العاشرة  (  دورة تكريم الفنانين ذ. عبدالجبار بهم وذ. جمال زغلول ) أيام 19- 20- 21- 22 مارس 2016 ، والتي تمحورت حول موضوع الشعر والمسرح : مقاربة المنجز واستشراف الأفق.. والتي سبقتها أوراش في الموسيقى والمسرح أطرت إحداها بدار الشباب / الأمل بتمارين في تطويع الجسد إلى جانب أخي وشريكي في الهم المسرحي محمد زاكي بوكرين، مع كامل الأسف لم أستطع متابعة أيام الندوة كاملة لإكراهات تتصل بظروف العمل.

     إلا أن أسفي على عدم استكمال برنامج حتى أنفاسه الأخيرة يعزيني فيه اليومان الأول والثاني اللذان كانا مشبعين بروح الدورة وزبدتها وزاخرين ببشاشة اللحظة وفرحة التلاقي؛ حيث احتفى المنظمون ووجوه الفعل الثقافي من داخل المغرب ومن خارجه بالشعر وبالمسرح،  وكانت البداية وفق ما جرت به العادة بكلمة السيد رئيس جمعية محترف الإشعاع للتنمية والثقافة، كلمة السيد ممثل عمالة إقليم اليوسفية وكلمة السيد ممثل المكتب الشريف للاستغلالات المنجمية باليوسفية وكلمة السيد رئيس مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بآسفي التي اتخذت من هذه الندوة محطتها الرابعة باليوسفية ضمن قافلة شعرية سطرتها عبر مجموعة من المدن المغربية.

     بعد ذلك تقديمنا تم - أنا والأستاذ جمال زغلول - كضيفين مكرمين على راس أشغال الندوة.. تناولنا كلمة شكر وامتنان للمنظمين وللضيوف على الاختفاء والتكريم والحضور، كلمة ترجمتها بداية من خلال تمرين مسرحي بسيط شارك فيه جميع الحاضرين وترجمها ذ/ جمال زغلول بأغنيتين تحت إيقاع رفيقه / العود.

    كان ذلك كله ضمن فقرات الجولة الأولى من زمن اللقاء الذي سيرته ذة فاطمة الزهراء المنتهي بإشراقة جميلة وتقديم سلس ورائع, لينتقل التسيير في جولته الثانية إلى مفجر العبق من كلمات ينتقيها بحرفية المنشط المبدع ذ/ عبدالعالي نعيم، وإلى ذ/ عبدالهادي فؤاد المترجم الشاب الأنيق المتمكن من أدواته التواصلية التفاعلية؛ الجولة الثانية التي أطلق عليها المنظمون تسمية العرض الشعري الأول، عرفت مشاركة شعراء مبدعين في القصيدة ذات الأنفاس الرمزية الضاربة في الشاعرية والخيال، من سوريا الجريحة الشاعر حسين حبش، ومن عراق النخيل والتمور الشاعر محسن الرملي، ومن مصر الكنانة الشاعر عاطف عبد العزيز ومن تركيا الشاعر الكردي  Metin Findikcومن المكسيك الشاعر mario ezbojorgu، ومن الأرجنتين الشاعر Ricardo Rubio  ومن اليابان الشاعر Hirochi taniuchi ومن الهند  الشاعرة Sagar .amta g. و كانوا غاية في النبل والتواصل مع الجمهور بالمصافحة والتقاط الصور.

    مساء اليوم الموالي من عمر الدورة استئنفت الأنشطة بقاعة سكيلز حوالي الساعة الرابعة والنصف، من خلال ندوة الملتقى التي كان موضوعها الشعر والمسرح: مقاربة المنجز واستشراف الأفق، قام بتسييرها وتنشيطها ذ/ المتمكن عبدالحق الورداتي، تناول المداخلة الأولى فيها ذ/ عبد الفتاح مسودي التي عنونها بالأنساق الثقافية المشكلة لعلاقة الشعر بالمسرح، تحدث عن الظاهرة المسرحية كنسق ثقافي ابتداء من المسرح الأثيني حين أسس لها الفيلسوف اليوناني أرسطو في كتابه فن الشعر، إلى المسرح  العربي والمغربي الحديث، مؤكدا على أن الممارسة المسرحية في اليونان وفي الغرب كذلك نشأت بشكل طبيعي ضمن الأنساق الثقافية التي عرفتها هذه البلدان في حين أنها في البلاد العربية كانت نتيجة ولادة قيصرية مرت بمخاضات عسيرة ومتنوعة، وفي المداخلة الثانية التي تناولتها  تحت عنوان الخصائص الفنية والتعبيرية والتداولية للمنجز الإبداعي لعلاقة الشعر بالمسرح ركزت على المعجم الاصطلاحي لمقاربة الدلالات اللغوية والوظيفية للمفاهيم الواردة عي عنوان المداخلة من منطلق عدم التمييز بين المسرح والشعر إلا من الناحية الأكاديمية فقط، بدليل ما تكشفه خصائص الظاهرة المسرحية في جوانبها الفنية والتداولية بالمغرب ابتداء من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الـتأصيل إلى مرحلة التجريب، وفي مداخلة الثالثة التي تناولها الدكتور عبد المجيد شكير استعرض الأفق الإبداعي لعلاقة الشعر بالمسرح في الزمن الثقافي العربي، مؤكدا على جوانب الشاعرية  والإيحائية في التجربة المسرحية العربية انطلاقا من عبد الصبور إلى تجربة الهواس في المغرب كممارسة بلورة منتوج فني يمتح من مخزون الثقافات المسرحية الحديثة، كما زكت الفنانة بشرى إيجوك في المداخلة التي تناولتها، على وجهة نظرها في الممارسة المسرحية المغربية من خلال تجربتها كمبدعة في مجال التمثيل والإخراج، مؤكدة على ضرورة حضور الجانب الشاعري وجوهريته في العملية الإبداعية أيا كان جنسها شعرا أو مسرحا أو سينما، لتنتهي الندوة  بتساؤلات وملاحظات الحضورالذي تكرم بمتابعة محاور الندوة، والتي على إثرها التحق الجميع بقاعة الأفراح لتغطية العرض الشعري الثاني بقاعة الأفراح.

     بقاعة الأفراح استمتع الجمهور بقراءات شعرية أدرجت في العرض الشعري الثاني، سيرها ذ/ عبدالعالي نعيم كعادته في ربط مقتطفات الأشعار الملقاة على الجمهور بوشائج طبعها التقديم الشاعري؛ وعلى المنصة كان صوت الشعر أقوى من صوت الأنفاس، وأرق وأمتع من صوت الإحساس نفسه؛ كان هناك الشاعرة فاطمة الزهراء امسكين والشاعر عبد الدين حمروش والشاعر مصطفى غلمان والشاعر أحمد القنديلي والشاعر كمال أخلاقي والشاعر عاطف عبدالعزيز والشاعر إسماعيل زويريق، والجميع أطرب وأمتع والشاعر إسماعيل زويريق أطرب وأبكى، لتنتهي الأمسية الثانية بمشاهدة العرض المسرحي " الحمام اللي في الشبيك "، التي قدمتها فرقة مسرح أمجاد من البيضاء، والتي كانت في عمومها مجرد تمرين قبل العرض الحقيقي، هيمن فيها الاجتهاد الفردي للممثل الموهوب عبد الفتاح بتوظيف الملامح والتعبير الجسدي، بينما كان الإخراج عاجزا عن التوفيق بين كفاءات الممثلين وإمكانياتهم الجسدية، وعن التغلغل في تعميق مساحات النص الذي بدا واضحا وفي غنى عن  الاقتراح الرمزي الذي تبناه الإخراج.

    لست أدري الشكل الذي اتخذته الدورة في يوميها الأخيرين, لكن ما أكاد أجزم به  هو أن اليوسفية وأبناءها في أمس الحاجة لهكذا مبادرة من هذا النوع .. لهكذا وجوه أدبية وفنية وإعلامية من هذا النوع..  لأعمق من هكذا حضور على مستوى المسؤولين الإداريين والجمعويين و مدراء دور الشباب  والجمعيات حتى لا يكون كل اللقاء باهتة إذا ما استثنينا اليوم الأول من الندوة ، لذلك ومن منطلق غيرتي على مدينتي، مدينة السواعد المنتجة والطاقات المبدعة، ومن منطلق تقديري وامتناني لجمعية محترف الإشعاع للتنمية والثقافة باليوسفية التي لم تزل وفية لدرب النهوض بالثقافة والفن، يحز في نفسي أن أعبر مشاعري بصدق كما يلي:

     الندوة بالرغم من الحجم الوازن للمتدخلين فيها والأسماء الإدارية والجمعوية المسجلة على ملصاقاتها ودعواتها وبرنامجها، لم ينهض بأعباء تنظيمها من الناحية العملية إلا وجوه محدودة، المكتب المسير لجمعية محترف الإشعاع، وبعض من خيرة الأساتذة الغيورين الذين ينتظرون بشغف مثل هذه المبادرات سواء من أبناء المدينة أو من خارجها، في حين أن الندوة بعناوينها الكبيرة وضيوفها المختلفي المشارب من داخل أرض الوطن ومن خاجه، من سفراء الأدب العالمي أصحاب القصائد الرائعة في الشعر العالمي المعاصر، وسفراء الفن المغربي بجيله الجديد من أمثال بشرى أيجورك وأعضاء فرقة مسرح أمجاد البيضاوية، وزهرة شباب شعراء المغرب ذوي الدواوين التي ترجمت نصوصها لأكثر من لغة عالمية ( قصيدة اليد مثلا للشاعر الملهم عبد الدين حمروش )، - قلت: في حين أن ندوة بهذه العناوين وهذا الجحم لم يرد لها النجاح، حقيقة لم يرد لها النجاح بل بالعكس، أريد لها أن تكون باهتة على جميع المستويات؛ وأن يترك الغيورون فقط  يعانون بالمراهنة على إنجاح الدورة ولو بالفاتحة والدعاء, وأكاد أجزم بأنهم نجحوا على الأقل في إعطاء إشارة لكل الجمعيات والفعاليات الثقافية بالمدينة وخارجها إن هنا أفكارا ورغبة في النهوض بالمدينة وتنميتها ثقافيا وفنيا، فهل من مجيب؟

عن الكاتب

عبدالجبار بهم افضل نشر كل ما اكتب من اجل تداول المعرفة ومناقشتها

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة عبدالجبار بهم من أجل ثقافة قانونية