المسرح الرقمي
الحلم الحتمي
عبدالجبار بهم
عندما يثير كل ذلك فضولك الفني أو همك الثقافي والمعرفي ويحرك رغبتك في مشاهدة العرض فتندفع إلى حجز مقعدك الافتراضي أملا في تعطية اجواء المسرحية ولو عن بعد.
وعندما يحل الموعد الذي حجزت له لتلج الخط مرحبا بك، فتهرع إلى جهاز حاسوبك أو هاتفك النقال وتجد نفسك رفقة المئات أوالملايين من جمهور المسرحية، يتفرجون على لوحاتها ومشاهدها وفصولها كما تتفرج أنت، يتفاعلون مع وقائعها وأحداثها كما تتفاعل أنت في نفس الآن واللحظة، يضحكون أو يتألمون، يصفقون أو يصوتون كما تضحك أوتتألم وكما تصفق أوتصوت في نفس الآن واللحظة.
عندما يحس الممثلون وهم يقومون بأدوارهم فوق الخشبة، سواء جمعهم مكان واحدة أو تعددت جغرافيات تواجدهم وسواء ضمتهم خشبة مادية أو خشبة افتراضية- عندما يحسون أنك وباقي المشاهدين الافتراضيين تحصون أنفاسهم وتتابعون همسهم وصراخهم، نبضهم وجمودهم.
عندها وعندها فقط سنكون قد أدخلنا مسرحنا من أوسع الأبواب إلى عالمه الرقمي، فأصبح قمينا بتسمية المسرح الرقمي، وأصبحت أنت فعلا واحدا من جمهوره أو ممثليه أو مخرجيه بشكل افتراضي ولو كنت داخل مكتبك أو في غرفة النوم.
وفي انتظار هذا الحلم الذي حتما سيتحقق، ستبقى كل الممكنات الرقمية طريقا لبلوغ المرام، سيبقى النص الرقمي أداة متاحة والمؤثرات السمعية البصرية والسيبرنتيكا أدوات متاحة، وستبقى الشاشات والجدران الرقمية أداة من أدوات الفعل المسرحي الرقمي، فالحلم لا يكون حلما دون مخاض والمخاض الذي نعيشه منذ المخرج الإنجليزي كريج إلى ما بعد 1966 يؤكد كينونة هذا الحلم وحتميته...
المرجو من زوارنا الأعزاء مشاركتنا الرأي بالنقد والتوجيه لإثراء النقاش من أجل تنمية ثقافتنا القانونية والأدبية والفنية.